طالب الثانوية في سورية
ينجح الطالب إلى الثالث الثانوي العلمي فيبدأ بنشاط في دورة الصيف ثم تأتي المدرسة فيشد الأحزمة و يشرع بالعمل الدؤوب تراه دائما نشيطا مجتهدا
يسهر الليالي الطوال بين مسائل الجبر و الفيزياء
أما الصباح فهو يجاهد به كتاب العلوم الضخم
أو يقارع صفيحات القصائد و المذاهب الأدبية
تراه شغوفا بالعلم محبا له يبحث بكل جد عن حل مسألة
مائة اتصال و عشرات المشاوير إلى الأصدقاء و المعارف لتحصيل جواب إحدى المسائل
طالب مليء بالنشاط و الأمل :
يقول في سريرة نفسه : غدا سأدخل الجامعة في الاختصاص الفلاني, سأبدع سأكون مشعلا لأمتي في ذاك الاختصاص
ثم يأتي الامتحان فيتوجه لربه بالدعاء ليكلل جهوده بالتوفيق و يدخل الامتحان متفائلا .
وبعد تلك الامتحانات ينتظر بحرقة صدور النتائج
تأتي النتيجة و معدله أكثر من 90% (و هذا المعدل عال جدا فالقليل من طلابنا الاختصاصيين من يحصل هذه الدرجة في مادة اختصاصية )
يفرح ذاك الفتى و يحمد الله على ما أنعم عليه
لكن الفرحة لم تطل
فهذه التي تدعى المفاضلة الأولى تهدد وضعه و تنبي بأن الفرع المطموح له قد لا يكون في الإمكان دخوله
و تأتي المفاضلة الثانية و إذا هي سهام تقطع أحلام ذلك الفتى
ضاعت كل آماله
أين تلك الليالي التي سهرها
أين الأيام التي قضاها
أين أحلامه التي رسمها
كله ضاع في طرفة عين
ثم تراه يمشي في الشارع ماسكا دفترا بيده و رأسه يتدلى بين كتفيه و خطواته خجلة وجلة
تسأله إلى أين يا فتى فيجيب بحزن عميق إلى المدرسة قررت أن أعيد السنة
ما هذا أين الألق الذي كان يملأ و جهه أين النشاط الذي كان يملأ حياته
من سيعوضه عن عام ذهب من حياته لا يعرف له كيفا و لا كما
هل تقول الحكمة أن نقتل زهر ربيع كل إنسان حتى يتمكن من دخول الجامعة
هل يقول المنطق أن هذا الإنسان غير مؤهل لدخول الجامعة إلا إذا أهدر عاما آخر من حياته
أم أن الحكمة و المنطق آثرا أن يسكتا ويتركا الأمر للتخلف أن يحكم و يتحكم