الكمأة أنا اسمي كمأة .. لذيذة الطعم ومفيدة.. وأكون بأحجام مختلفة، فالبعض مني صغير بحجم حبّة الحمص، وأحياناً يكون حجمي كبيراً قليلاً يصل إلى حجم البرتقالة..
ولي رائحة عطرية رائعة.. أنمو على عمق يتراوح ما بين العشر إلى الثلاثين سنتيمتراً بشكل جماعات تحت سطح الأرض..
فأنا اجتماعية ولا أستطيع العيش وحدي.. وأنا نوع من أنواع الفطر أشبه النبات ولكني في الحقيقة لست نباتاً وكذلك فأنا لست حيواناً وسميت بالكمأة لأني دائماً مختبئة ومختفية تحت الأرض، فإن معنى كلمة كمئ في اللغة خفى فأنا الكمأة المختبئة.. فأنا أحب لعبة الاختفاء .. ولو تدرون ما قال عني رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلمتم قيمتي العظيمة فقد قال: الكمأة من المنّ، وماؤها شفاء للعين وهل تدرون لماذا أنا من المنّ؟ لأن الله تعالى منّ وتفضل على البشر بي، فأنا أنمو وحدي وبنفسي، ولا يمكن لأحد أبداً أن يزرعني أو يحاول استزراعي، فأنا هبة من الله تعالى.. وأنا والحمد لله أحتوي على نسبة من البروتين بمعدل 9%، ونسبة من النشويات والسكاكر تعادل 1% كما أنني أحتوي على بعض الأحماض الأمينية، وبعض المعادن مثل الفسفور والبوتاسيوم والصوديوم والكالسيوم وفيتاميني ب و أ .. لذلك ينصح الأطباء بتناولي..
أما الماء الذي أحتويه، فإنه يمنع حدوث التليف في مرض الرمد الطبيعي، ولأني أحتوي على بعض المعادن والفيتامينات، فإني أستعمل في علاج هشاشة الأظافر، واضطراب الرؤية، وتشقق الشفتين، ولكني مع الأسف يجب الإقلال مني للمصابين بآفات في معداتهم، ومع الأسف كذلك أن بعض المصابين بالحساسية قد يتعرضون بعد تناولي للحكة وبعض الظواهر الجلدية، لذلك يجب الإقلال مني لدى هؤلاء فقط.
وأخيراً أريد أن أخبركم أني أنمو في الجزيرة العربية، والشام، ومصر، وفي أوروبا: في فرنسا وإيطاليا، وفي المناطق الصحراوية فقط وأكثر في السنوات الشديدة المطر، وأجود أنواعي: الصغير الحجم، ويستدل الباحثون على وجودي عن طريق رائحتي، والحشرات التي تطير فوقي.. وأخيراً يوجد مني ألوان، فالبعض منّي بني، والبعض الآخر رمادي، والبعض الآخر أسود.