قيل للحسن البصري : ما سر زهدك في الدنيا ؟
فقال : علمت بأن رزقي لن يأخذه غيري فاطمئن قلبي له , وعلمت بأن عملي لا يقوم به غيري فاشتغلت به , وعلمت أن الله مطلع علي فاستحيت أن أقابله على معصية , وعلمت أن الموت ينتظرني فأعددت الزاد للقاء الله.
قال الحسن : حملة القرآن ثلاثة :رجل اتخذه بضاعة ينقله من مصر إلى مصر يطلب ما عند الناس ورجل حفظ حروفه وضيع حدوده واستدر به عطف الولاة واستطال به على الناس ورجل علم ما فيه وحفظه وعمل به داعيا وعابدا وهو خير الحملة .
وقال الحسن البصري : إن الكنز الذي كان تحت الجدار في قصة الخضر لوح من ذهب فيه : بسم الله الرحمن الرحيم :
عجبت لمن آمن بالقدر كيف يحزن , وعجبت لمن يؤمن بالموت كيف يفرح , وعجبت لمن يعرف الدنيا وتقبلها بأهلها كيف يطمئن إليها . لا إله إلا الله محمد رسول الله .
كتب الحسن البصري إلى عمر بن عبد العزيز رحمهما الله تعالى : إن الدنيا حلم والآخر ة يقظة والموت متوسط ونحن في أضغاث أحلام , من حاسب نفسه ربح ومن غفل عنها خسر ومن نظر إلى العواقب نجا ومن أطاع هواه ضل ومن حلم غنم ومن خاف سلم ومن اعتبر أبصر ومن أبصر فهم ومن فهم علم ومن علم عمل فإذا زللت فارجع وإذا ندمت فاقلع وإذا جهلت فاسئل وإذا غضبت فامسك .