قال العلامة جمال الدين القاسمي- رحمه الله - ما ملخصه:
كل من أعار الوجود نظره البصير علم أن حاجة المرء إلى تأديب نفسه لا تفوقها حاجة؛ لأن لإنسان إلى الشر أميل منه إلى الخير وإلى الشهوات النفسية أميل منه إلى الكمالات لروحية, فكان من المحتم العناية بتهذيب خلقه, وتحليه بالمحاسن والفضائل, وتطهير نفسه من المساوئ والرذائل، فيصبح محمود الأقوال والأفعال، مثالاً للفضيلة والكمال. وهذه شذرة مما يلزمك أن تتخلق به من آداب نفسك:
عامل الناس بما تحب أن يعاملوك به، ولا تستخفنَّ بفضائل الشريف، ولا تميلن إلى السخيف، لا تقولن هجراً لئلا يسقط قدرك, لا تفعلن نكراً لئلا يقبح ذكرك, إياك وفضول الكلام فإنه يظهر من عيوبك ما بطن, ويحك من عدوك ما سكن, فكلام الإنسان بيان فضله، وترجمان عقله، فاقصره على الجميل، واقتصر منه على القليل, وإياك وما يستقبح من الكلام فإنه ينفر عنك الكرام, ويوثب عليك اللئام, إياك واللجاجة فإنه يوغر القلوب، وينتج الحروب، فاقتصر من الكلام على ما يثبت حجتك ويبلغك حاجتك، ومن قال بلا احترام أجيب بلا احتشام، لا تعود نفسك إلا ما تحظى بأجره وتُحمد على ذكره, وإياك ومحاجة من يملكك قهره وينفذ فيك أمره.
هذا هو الجزء الأول وهناك ثلاث أجزاء أخرى أنشاء الله
أتمنا أن تنال أعجابكم ولاتنسونا من الدعاء.