لا يعرف التاريخ دينا ولا نظاما كرم المرأة باعتبارها أما, وأعلى من مكانتها, مثل الإسلام . لقد أكد الوصية بها وجعلها تالية للوصية بتوحيد الله وعبادته, وجعل برها من أصول الفضائل, كما جعل حقها أوكد من حق الأب, لما تحملته من مشاق الحمل والوضع والإرضاع والتربية.
وهذا ما يقرره القرآن ويكرره في أكثر من سورة ليثبته في أذهان الأبناء ونفوسهم. وذلك في مثل قوله تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ}[لقمان:14]
وجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله: من أحق الناس بصحابتي؟ قال: "أمك". قال: ثم من؟ قال: "أمك". قال: ثم من؟ قال: "أمك". قال: ثم من؟ قال: "أبوك" (متفق عليه).
ويروي البزار أن رجلاً كان بالطواف حاملا أمه يطوف بها, فسأل النبي صلى الله عليه وسلم هل أديت حقها؟ قال: "لا, ولا بزفرة واحدة"! (رواه الطبراني). . أي من زفرات الطلق والوضع ونحوها.
وبر الأم في الإسلام يعني: إحسان عشرتها, وتوقيرها, وخفض الجناح لها, وطاعتها في غير المعصية, والتماس رضاها في كل أمر, حتى الجهاد .
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله, أردت أن أغزو, وقد جئت أستشيرك, فقال: "هل لك من أم"؟ قال: نعم. قال: "فالزمها فإن الجنة عند رجليها"( رواه أحمد والنسائي وابن ماجه).
والأم التي عنى بها الإسلام كل هذه العناية, وقرّر لها كل هذه الحقوق, عليها واجب: أن تحسن تربية أبنائها , فتغرس فيهم الفضائل, وتبغضهم في الرذائل, وتعودهم طاعة الله, وتشجعهم على نصرة الحق .ولقد رأينا أما مؤمنة كالخنساء, قبل معركة القادسية تحرض بنيها الأربعة, وتوصيهم بالإقدام والثبات في كلمات بليغة رائعة, وما أن انتهت المعركة حتى نعوا إليها جميعا, فما بكت ولا صاحت, بل قالت في رضا ويقين: الحمد لله الذي شرفني بقتلهم في سبيله!! .
هذه هي منزلة الأم عندنا نحن المسلمين.
وقد قمت بنشر الموضوع بمناسبه يوم الام والذي يصادف 21\3 فأرجو ان لا تنسو امهاتكم ودمتم بخير