وقعت الغيمة الصغيرة في هوى الرابية,
فهامت و شغفت , فأرسلت مرسال حبها بردا لطيفا , و انتظرت جوابا
فردت الرابية بالقبول...... و أعلنت استعدادها للهطول.
فنشرت الغيمة فرحتها و بعثت ندف ثلجها لتعانق تراب تلك الرابية , و تخبرها مدى حبها لها ,و تكسوها ثوبا أبيضا تزهو به فرحا و تختال به ألقاً
فيتحد لون الأرض بالسماء و تصبح الدنيا آية من أجمل آيات الله إبداعا و تكوينا و إتقانا
و فجأةً ......
و في سكون هذا الجو الشاعري تعصف الريح , معلنة ساعة الرحيل قائلة للغيمات : هيا يا أهل الخير إلى عمل جديد و بلد عطش جديد
فتحزن الغيمة لفراق حبها فتبكي و يهطل دمعها مطرا عذبا ,
و يتفطر قلب تلك الرابية و تتفتح مسام صعيدها ليتغلغل ماء الغيمة .
و يبدأ الثوب الأبيض بالذوبان شيئا فشيئا فيأخذ معه الدفء و يبقى البرد دليلا على عمق حزنه و ينسل بين حجرات الرابية راحلا ليعيش في قلبها و يتخذ من سويدائها له سكنا .
ثم يأتي الضباب ليواسي الرابية الحزينة و يعدها أن الغيمة ستعود قريبا بإذن الله
فتهدأ الرابية و تخرج نبتها و تفتّح زهورها أملا بأن تعود الغيمة فتعرفها و يكون لقاءا جديدا بين العاشقين