توسعة الملك عبدالله الحدث الأبرز في تاريخ بناء المسجد الحرام
عكاظ (جدة) بموافقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه
الله على تنفيذ مشروع لتوسعة الساحات الشمالية للمسجد الحرام تشمل إضافة
ساحات شمالية للحرم بعمق “380” مترا تقريبا وأنفاقاً للمشاة ومحطة للخدمات
بمساحة ثلاثمائة ألف متر مسطح تقريبا يدخل الحرم المكي الشريف مرحلة
تاريخية جديدة في بنائه حيث تعد توسعة الملك عبدالله أكبر توسعة على مر
العصور. يأتي هذا المشروع العملاق امتدادا لاهتمام قادة المملكة ببناء
وتوسيع الحرمين الشريفين منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن
وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله.
الملك المؤسس عندما استلم الملك عبدالعزيز رحمه الله زمام الحكم بذل جهده
من خلال الموارد المتاحة آنذاك في العناية بالمسجد الحرام ففي عام 1344هـ
أمر رحمه الله بصيانة المسجد وإصلاحه وفي عام 1346هـ أمر بترميم الأروقة
وطلاء الجدران والأعمدة وإصلاح قبة زمزم بعد ذلك بسنوات تم تركيب مظلاّت
تقي المصلين حرارة الشمس وهو أول من أمر بتبليط ما بين الصفا والمروة
بالحجر كما أمر رحمه الله بتشكيل إدارة خاصة سُميت مجلس إدارة الحرم كان
من مهماتها القيام بإدارة شؤون المسجد الحرام ومراقبة صيانته وخدمته وفي
شعبان 1347هـ أمر الملك عبدالعزيز رحمه الله بتجديد مصابيح الإضاءة التي
بالمسجد الحرام وزيادتها حتى بلغت ألف مصباح وفي 14 صفر 1373هـ عندما تم
إدخال الكهرباء إلى مكة المكرمة أُنير المسجد الحرام ووضعت فيه المراوح
الكهربائية.
الملك سعود في عهد الملك سعود –رحمه الله- تمت توسعة
شاملة لبيت الله الحرام وعمارته في ثلاث مراحل شملت إزالة المنشآت السكنية
والتجارية التي كانت مجاورة للمسعى، وكذلك إزالة المباني التي كانت قريبة
من المروة، وإنشاء طابق علوي للمسعى بارتفاع تسعة أمتار مع إقامة حائط
طولي ذي اتجاهين، وتخصيص مسار مزدوج يستخدمه العجزة الذين يستعينون
بالكراسي المتحركة في سعيهم مع إقامة حاجز في وسط المسعى يقسمه إلى قسمين
لتيسير عملية السعي. كما أنشئ للحرم 16 بابًا في الجهة الشرقية (ناحية
المسعى)، كما تمّ إنشاء درج ذي مسارين لكلّ من الصّفا والمروة؛ خصّص
أحدهما للصّعود والآخر للهبوط. كما أنشئ مجرى بعرض خمسة أمتار وارتفاع
يتراوح ما بين أربعة وستة أمتار لتحويل مجرى السّيل الذي كان يخترق المسعى
ويتسرّب إلى داخل الحرم، كما تمت توسعة منطقة المطاف على النّحو الذي هو
عليه الآن، كما أقيمت السّلالم الحاليّة لبئر زمزم. وكان المطاف بشكله
البيضاويّ يبدو وكأنّه عنق زجاجة؛ الأمر الذي كان سببًا في تزاحم
الطّائفين حول الكعبة المشرّفة. وقد زال هذا الوضع بعد إجراء توسعة
المطاف. كذلك جرت وفق هذه التّوسعة إزالة قبّة زمزم التي كان يستخدمها
المؤذّنون الذين أنشئ لهم مبنى خاص على حدود المطاف إضافة لبعض التطويرات
العديدة، وأصبحت مساحة مسطحات المسجد الحرام بعد هذه التوسعة 193000 متر
مربع بعد أن كانت 29127 مترًا مربعًا؛ أي بزيادة قدرها 131041 مترًا
مربعًا. وأصبح الحرم المكي يتسع لحوالى 400000 مصلٍ، وشملت هذه التوسعة
ترميم الكعبة المشرفة وتوسعة المطاف وتجديد مقام إبراهيم –عليه السلام-.
الملك فيصل
في عهد الملك فيصل -رحمه الله- تم الإبقاء على البناء العثماني القديم،
وتم عمل تصاميم العمارة الجديدة بأفضل أساليب الدمج التي تحقق الانسجام
بين القديم والجديد. وما زال البناء الحالي يجمع بين التراث والمعاصرة.
الملك فهد
يعد مشروع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله-
لتوسعة المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف درة الأعمال الجليلة التي
اضطلع بها في خدمة الإسلام والمسلمين وعقدا من اللآلىء التي ترصع التاريخ
الإسلامي على مر العصور.
وقد روعي في تنفيذ هذا المشروع أن يكون
متميزاً من حيث التصميم والتنفيذ وأن يكون مترابطاً مع المبنى العام للحرم
من حيث الطابع المعماري. وبهذه التوسعة تصبح المساحة الإجمالية للحرم
المكي الشريف “356” ألف متر مربع بما في ذلك المساحات المحيطة به والمخصصة
للصلاة وكذلك السطح بعد أن كانت قبل ذلك “ 152” ألف متر مربع ليتسع لـ
“770” ألف مصل بعد أن كانت طاقته الاستيعابية قبل ذلك في حدود “340” ألف
مصل. ويمكن أن تتضاعف طاقته الاستيعابية في أوقات الذروة وأصبح مجموع
المداخل العادية للحرم خمسة وأربعين مدخلاً بالإضافة إلى أربع بوابات
رئيسية وعدد المآذن تسع مآذن وعدد السلالم الكهربائية المتحركة سبعة سلالم
بالإضافة إلى السلالم العادية.
وتم إنشاء محطة مركزية بمنطقة كدي
لتكييف الحرم ويتم نقل المياه المبردة من هذه المحطة عبر أنابيب داخل نفق
ممتد من الحرم إلى موقع المحطة حيث يتم ضخ هذه المياه المبردة الخاصة
بالتكييف إلى مبنى التوسعة إذ تدخل هذه المياه إلى البدروم السفلي
بالتوسعة الذي يشتمل على 102 مضخة لتغذية وحدات معالجة الهواء.
وتم
الانتهاء من هذا المشروع بالكامل وتم تكييفه مركزياً وتزويده بالفرش
الفاخر وإضاءته وتزويده بمكبرات الصوت ليتمكن المصلون من سماع صوت الإمام
بكل وضوح وتوفير مياه زمزم المبردة من خلال العديد من حافظات الماء
الموزعة في أرجاء الحرم ولا يقتصر المشروع على إضافة هذا المبنى إلى مبنى
الحرم الحالي فحسب وإنما يشتمل على تسوية وتوسعة الساحات المحيطة بالحرم
لأداء الصلاة فيها حيث نزعت ملكية العقارات الموجودة بها وأزيلت وتم
تبليطها بالبلاط الفاخر وإضاءتها بأبراج إنارة عالية وفرشها بالفرش الفاخر
أوقات الذروة والمواسم وتزويدها بمكبرات الصوت ومياه زمزم المبردة وذلك
لأداء الصلاة بها لتخفيف الزحام داخل الحرم المكي الشريف.
وتبلغ
المساحة الإجمالية لهذه الساحات أكثر من أربعين ألف متر مربع وتستوعب أكثر
من خمسة وستين ألف مصل في الأيام العادية وتتضاعف في أيام الذروة.
ويتضمن المشروع إنشاء نفق للسوق الصغير الذي يمتد من ميدان الشبيكة إلى
أنفاق أجياد السد والذي يفصل حركة المشاة عن حركة السيارات أمام المنطقة
الواقعة أمام بوابة الملك فهد وبوابة الملك عبدالعزيز ليتمكن المصلون من
الدخول والخروج من وإلى الحرم المكي الشريف بكل يسر وسهولة وكذلك
الاستفادة من هذه الساحات لأداء الصلاة فيها.
وتم الانتهاء من هذا النفق الذي بلغت تكلفته الإجمالية أكثر من ستمائة وخمسين مليون ريال.
كما تتضمن التوسعة تنفيذ عبارات خرسانية في منطقة ما حول الحرم المكي
الشريف يتم تنفيذها بشكل دائري لتمديد خدمات المرافق العامة بها من مياه
وصرف صحي وهاتف وكهرباء وغير ذلك دون اللجوء إلى التكسير وذلك للحفاظ على
جمال المنطقة حيث تقوم كل جهة بتمديد خدماتها عبر هذه العبارات الخرسانية
الموجودة تحت الأرض.
وهناك العديد من المشروعات الحيوية التي تم
تنفيذها لخدمة ضيوف الرحمن خلال الأعوام السابقة ومنها إنشاء ستة جسور
بالمسعى لفصل حركة دخول وخروج المصلين من وإلى الحرم لمن يؤدون شعيرة
السعي حتى يتمكنوا من أداء شعيرتهم بكل يسر وسهولة ودون أي ازدحام أو
مضايقة ومشروع تبريد مياه زمزم آلياً ومشروع استبدال رخام صحن المطاف
برخام خاص عاكس للحرارة ليتمكن ضيوف الرحمن من الطواف بالبيت العتيق في أي
وقت ليلاً ونهاراً كما تمت توسعة صحن المطاف حول الكعبة المشرفة لاستيعاب
أكبر عدد من الطائفين واستبدال السياج الخشبي حول أروقة الحرم المكي
الشريف بسياج من الرخام الفاخر الذي يحمل زخارف إسلامية مميزة.
ومشروع
تهيئة سطح الحرم لأداء الصلاة فيه أوقات الذروة والمواسم لتخفيف الزحام
داخل الحرم وإنشاء سلالم كهربائية متحركة لنقل المصلين فيه.
رابط الخبر
http://www.okaz.com.sa/okaz/osf/20080106/Con20080106164122.htm