بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين ، وعلى آله وصحبه أجمعين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد :
فإن الشعر يعبر عن شعور الإنسان اتجاه ما يحسُّ به ويراه ، وقد رافق رحلة الإنسان الحياتية .
ففيه الشعر الرفيع الراقي ، وفيه الشعر الساقط ،فعَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : إِنَّ مِنَ الشِّعْرِ حِكْمَةً" أخرجه البخارى(6145)
وقد سمع النبي صلى الله عليه وسلم الشعر ، وأثنى على من أجاد فيه ،فعَنْ عَمْرِو بْنِ الشَّرِيدِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ رَدِفْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَوْمًا فَقَالَ « هَلْ مَعَكَ مِنْ شِعْرِ أُمَيَّةَ بْنِ أَبِى الصَّلْتِ شَيْئًا ». قُلْتُ نَعَمْ قَالَ « هِيهِ ». فَأَنْشَدْتُهُ بَيْتًا فَقَالَ « هِيهِ ». ثُمَّ أَنْشَدْتُهُ بَيْتًا فَقَالَ « هِيهِ ». حَتَّى أَنْشَدْتُهُ مِائَةَ بَيْتٍ.صحيح مسلم (6022 )
وقد استمع الرسول صلى الله عليه وسلم لبعض أشعار الجاهلية ،فعَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ ، قَالَ : جَالَسْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكْثَرَ مِنْ مِائَةِ مَرَّةٍ ، فَكَانَ أَصْحَابُهُ يَتَنَاشَدُونَ الشِّعْرَ وَيَتَذَاكَرُونَ أَشْيَاءَ مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ وَهُوَ سَاكِتٌ ، وَرُبَّمَا تَبَسَّمَ مَعَهُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. صحيح ابن حبان - (ج 13 / ص 97) (5781) صحيح
وأول من انتقد الشعر رسول الله صلى الله عليه وسلم ،فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : أَشْعَرُ بَيْتٍ قَالَتْهُ الْعَرَبُ كَلِمَةُ لَبِيدٍ : [من أشعار لبيد بن ربيعة - البحر الطويل] أَلاَ كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلاَ اللَّهَ بَاطِلٌ ، وَكَادَ أُمَيَّةُ بْنُ أَبِي الصَّلْتِ أَنْ يُسْلِمَ. صحيح ابن حبان - (ج 13 / ص 100) (5784) صحيح
وأول من بين أهمية الشعر ودوره في تحريك الهمم والحرب النفسية رسول الله صلى الله عليه وسلم ،فعَنِ الْبَرَاءِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِحَسَّانَ : إِنَّ رُوحَ الْقُدُسِ مَعَكَ مَا هَاجَيْتَهُمْ. صحيح ابن حبان - (ج 16 / ص 96) (7146) صحيح
وعَنْ عَائِشَةَ ، أَنَّهَا قَالَتْ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لِحَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ : إِنَّ رُوحَ الْقُدُسِ لاَ يَزَالُ يُؤَيِّدُكَ مَا نَافَحْتَ عَنِ اللهِ ، وَعَنْ رَسُولِهِ. صحيح ابن حبان - (ج 16 / ص 97) (7147) صحيح
وعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، قَدْ أُنْزِلَ فِي الشِّعْرِ مَا قَدْ أُنْزِلَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ الْمُؤْمِنَ يُجَاهِدُ بِسَيْفِهِ وَلِسَانِهِ ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَكَأَنَّمَا تَرْمُونَهُمْ نَضْحَ النَّبْلِ. صحيح ابن حبان - (ج 13 / ص 102) (5786) صحيح
وفي هذه الموسوعة كثير من الشعر الإسلامي الرفيع عبر العصور المختلفة ، وفيه قليل من شعر الجاهلية ، ففيه الحكمة والأمثال ، وبيان حقيقة الحياة والموت ، والزهد ، والحث على طاعة الله ورسوله ، وفيه الدفاع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وذكر مناقبه وفضائله ، والكلام عن حقيقة هذا الدين .
وأصلها من موقع شبكة نور الإسلام ، بالإضافة إلى كثير من القصائد التي جعتها عبر سنين خلت لي ،من هنا وهناك، وفيها بعض دواوين الشعر.
وهي مرتبة إما على الموضوع ، أو باسم القصيدة نفسها ألف بائيا .أو الشاعر .
مما يسهل الرجوع لها ، وقد نافت هذه القصائد على الألف ، ما بين قصيدة طويلة جدا إلى مقطوعة صغيرة .
قال الشاعر :
يا خير من دفنت بالقاع أعظمه ---فطاب من طيب تلك القاع والأكمُ
نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه------- فيه العفاف وفيه الجود والكرمُ
أخوك عيسى دعا ميْتاً فقام له------ وأنت أحييت أجيالاً من الرممِ
ما مر ذكركم إلا وألزمني ------ نثر الدموع ونظم المدح في كلم
ويقول شاعر آخر :
يموت المسلمون ولا نبالي ... ونهرف بالمكارم والخصال
ونحيا العمر أوتارًا وقصفًا ... ونحيا العمر في قيل وقال
وننسى أخوة في الله ذرت ... بهم كف الزمان على الرمال
تمزقهم نيوب الجوع حتى ... يكاد الشيخ يعثر بالعيال
يشدون البطون على خواء ... ويقتسمون أرغفة الخيال
وناموا في العراء بلا غطاء ... وساروا في العراء بلا نعال
يسيل لعابهم لهفًا وتذوى ... عيونهم على جمر السؤال
وليت جراحهم في الجسم لكن ... جراح النفس أقتل للرجال
يمدون الحبال وليت شعري ... أنقطع أم سنمسك بالحبال
نسينا: واتقوا يومًا ثقيلاً ... به النيران تقذف كالجبال
وهناك بعض القصائد قد تكررت ، لأنها تشمل موضوعات شتى ، ونحو ذلك .
ويجب أن ننتبه إلى بعض شطحات الشعراء ، فكل منا يؤخذ من قوله ويردُّ إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم .
هذا وأسأل الله تعالى رب العرش العظيم أن ينفع بها جامعها ، وقارئها وناشرها والدال عليها في الدارين .
جمعها وأعدها
الباحث في القرآن والسنة
علي بن نايف الشحود
في 2 رمضان 1429 هـ الموافق 2/9/2008 م
حملوها من هنا للشاملة 3
http://saaid.net/book/open.php?cat=90&book=4851