بسم الله والحمد لله الذي جعل يوم الفطر والأضحى عيدا.
والصلاة والسلام على نبينا محمد، الذي أمر بمخالفة اليهود والنصارى خلافا شديدا.
وعلى آله وصحبه، وكل من خاف وعيدا ...
أما بعد:
فتوى الشيخ أبن عثيمين -رحمه الله-
تهنئة الكفار بعيد الكريسمس أو غيره من أعيادهم الدينية { حرام بالأتفاق }. كما نقل ذلك أبن القيم -رحمه الله- في كتابه " أحكام أهل الذمة" حيث قال: ((( وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالأتفاق ، مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم فيقول: {عيدك مبارك عليك} أو تهنأ بهذا العيد ونحوه، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات. وهو بمنزله أن تهنئه (بسجوده للصليب) بل ذلك أعظم إثما عند الله، وأشد مقتا من التهنئة بشرب الخمر، وقتل النفس، وارتكاب الفرج الحرام ونحوه. وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك، ولا يدري قبح مافعل، فمن هنأ عبدا بمعصية، أو بدعة، أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه))) أنتهى كلامه -رحمه الله-
وإنما كانت تهنئة الكفار بأعيادهم الدينية حراما وبهذا المثابه التي ذكرها (أبن القيم) -رحمه الله- لأن فيها إقرارا لما هم عليه من سعائر الكفر ورضى به لهم، وإن كان هو لا يرضى بهذا الكفر لنفسه، لكن يحرم على المسلم أن يرضى بشعائر الكفر، وأو يهنئ بها غيره، لأن الله سبحانه وتعالى، لا يرضى بذلك، كما قال عز من قائل: {إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم...} سورة الزمر
... وإذا هنؤونا بأعيادهم فإننا لانجيبهم على ذلك، لأنها ليست بأعياد لنا، ولأنها أعياد لا يرضاها لله تعالى، لأنها أما مبتدعة في دينهم، وأما مشروعة، لكن نسخت بدين الإسلام الذي بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم إلى جميع الخلق، وقال عز وجل فيه: { ومن يبتغي غير الأسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الأخرة من الخسرين} سورة آل عمران
وأجابة المسلم دعوتهم بهذه المناسبة حرام، لأن هذا أعظم من تهنئتهم بها، لما في ذلك من مشاركتهم فيها.
وكذلك يحرم على المسلمين التشبه بالكفار بإقامة الحفلات بهذه المناسبة، أو تبادل الهدايا، أو توزيع الحلوى، أو أطباق الطعام، أو تعطيل الأعمال ونحو ذلك، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( من تشبه بقوم فهو منهم ) صححه الألباني.
ومن فعل شيئا من ذلل فهو أثم، سواء فعله مجاملة، أو توددا، أو حياء، أو لغير ذلك من الأسباب، لأنه من المداهنة في دين الله، ومن أسباب تقوية نفوس الكفار وفخرهم بدينهم.
والله المسؤول أن يعز المسلمين بدينهم، ويررقهم الثنات عليه وينصرهم على أعدائهم، إنه قوي عزيز. -أنتهى(بتصرف يسير).