الجيوب ممتلئة و الايدي نظيفة !!!!!!!

ناظرته من النافذة برهة قبل أن ادلف أليه ، كان كالمعتاد جالسا ً في ذاك الركن الرتيب المـُواظب عليه منذ سنوات عدة في ذاك المقهى الصباحي ، كان يحتسي قهوته المـُعتادة بتؤدة ...

بضع رشفات من ذات الفنجان تعقبها مجّه من لفافة تبغه نافثا ً إياها بتململ ، تتوضّع بين يديه إحدى الصحف اليومية المحلية ...

يتفحصها رافعا ً كلا ًمن صفحاتها إلى الأعلى ، جاعلا ً إياها باتجاه ضوء الشمس المتسرب و المملوء بالدخان ، يتأملها مليا ً ، ويضعها جانبا ً .

عبرت الممر قاصدا ً إياه ، جائلا ً بنظري متفحصا ً المقهى بيقين عارف . ناظرني من بعيد فارتـُسمت على محياه ابتسامة رجاء وعزاء بي . تهاديت على كرسي بقرب الطاولة ، كان تصافحنا مـُقتضب . وبعد السلام والكلام والسؤال عن الأحوال وراحة البال .

قلت له عقبها دالا ً على الصحيفة :
( دوام الحال من المـُحال ) ...

أطلق قهقهة وبادر بالقول :
( هذه الجريدة تضع في مخططها أن تفقدني ما بقي لي من عقل ، وتجعلني أمشي في الأزقة وأكلم نفسي مثل المجانين) ...

قلت بلهجة استفسار :
( كيف ستجننك ؟!... هات أتحفني ) ...

قال وهو يعاود فرد أوراق الصحيفة ، ويقرب إحدى صفحاتها من وجهي :
( تفضل واقرأ ما هو مكتوب هنا ) ...

باختصار : " كان مكتوب بأن فلان من الناس تسلم في الدولة منصبا ً رفيعا ً ، وبعد مغادرته المنصب تبين للرقابة أنه قد أختلس ( كذا مليون ليرة ) " ...

وعند انتهائي القراءة ناظرته شزرا ً مترافقا ً بقولي :
( هذه الأخبار صارت كثيرة ، وقد مللنا من تتبعها ) ...

فعقـّب مبررا ً:
( وأنا من رأيك ، ومع ذلك تسبب لي إزعاجا ً كبيرا ً ) ...

قلت : ( من أي نوع ..؟! )

قال : ( قبل بضع سنوات ، وبالتحديد بعد بدء المذكور ( أعلاه ) بتسلم مهامه الوظيفية ، عـّلقت علينا هذه الجريدة "ثلما يـُعلق الفقر على الإنسان المنحوس " ) ...

قلت : ( وبأي شيء علقت عليك ..؟! ) ...

قال : ( بتركيزها على نزاهته وسيرته العطرة ومحافله المأثورة على مدى عشرة أعداد متتالية على الأقل ) ...

قلت محاولا ً استفزازه :
( لعل الجريدة مخطئة في التسمية ..؟! ، أعني قد يكون ما آخذه هذا الرجل العصامي من الناس مجرد هدية ، وأن النبي " محمد " قبل الهدية !! ) ...

فقال ممتقعا ً :
( إن النبي إذا كان قد قبل الهدية جدلا ً ، فمؤكد كانت عبارة عن أربع تمرات ، أو نصف إناء من حليب النوق .
أأنت تعرف شيئا ً عن حجم الهدايا التي تقدم للمسؤولين في هذه الأيام ؟! ) ...

قلت متغابيا ً : ( لا ... هات نورني ) ...

قال بصوت لا يخلوا من الحنق :
( يأخذون - الله يأخذهم ويأخذه – أشياء لم ينزل بها الله من سلطان ، بالأمس سمعت عن هدية عجيبة !! ) ...

قلت : ( ولي هيي ...؟! )

قال بنفس النبرة المحتدمة والحانقة :
( أحدهم ذهب إلى فلان من السدّة ليبارك لابنة له نجحت في الصف الخامس ، وقدّم له " لواحة مفاتيح " يوجد بداخلها مفاتيح لا يحلم باقتنائها أمثالنا ً ، وإذا بقينا بعمر افتراضي يقارب القرنين " نشتغل كالدواب " لن نحصل على مثيلتها أو أقل تقدير أحد مفاتيحها ) ...

فقلت بنبرة تراوحت بين اليأس والتفكر :
( هذه الحكاية ذكرتني بحديث نبوي ينصّ على أن السارقين في الدنيا يأتون يوم القيامة وكل واحد منهم يحمل على ظهره ما سرقه ...
وبتصوري إذا أتى سارق الزمن القديم ستجد أحدا ً منهم يحمل على ظهره شاة ، وآخر يحمل زنبيلا ً مملوءا ً بالقمح ، وعلى أعلى تقدير جملا ً ( بما حمل ) ...
أما سارقو زماننا فيأتون وعلى ظهورهم ما لا يعلم به إلا الله ...

والأهم من ذاك كله ، سيحملونها على ظهورهم ...... لا بأيديهم النظيفة ) ....

يعطيك العافية ابن البلد
والأهم من ذاك كله ، سيحملونها على ظهورهم ...... لا بأيديهم النظيفة

كلنا لازم انحارب الفساد

مشكور ابو هارون

ومشكلة الرشوه مشكلا كبيره ولا زم نوقف عندها ولا زم نحاربها على الاقل بالكلمة الصادقة

الله يرزقنا قوة القلب لنقول الكلمة الصادقة

شكراً ابن البلد
نعُيب زماننا والعَيبُ فينا ,وما لزماننا عيبٌ سوانا

مشكور اخ فادي على المرور الكريم

مشكور ابن البلد على مشاركة الجميله

على راسي محمد

انت المشكور

الله يخليك

تسلم

hi
each one must criticize himself b4 judging the others
correct ur self at first.
then automatically the society will be good
regards

مشكور اخ ابراهيم على المشاركة

ebraheem ahmad كتب:: hi
each one must criticize himself b4 judging the others
correct ur self at first.
then automatically the society will be good
regards

أنا مع الأخ ابراهيم علينا أن ننتقد أنفسنا في البداية ونحكم عليها قبل الحكم على الآخرين كي نحقق مجتمع أفضل..

مشكور ابو الخيزران على المشاركة الجميلة انت ولاخ ابراهيم

متل ما قال الاخ فادي

نعيب زماننا والعيب فينا ............................

مشكور ابو محمد على المشاركي الجميلة

الي قتبستها من اخونا فادي

للأمام الشافعي رحمه الله

يعني الشخص يصلح نفسة اول كل شئ بعدين يتجه الى الامور الاخرى

اما الزملن فهو كما يعلم الجميع ثابت لا يتغير اما نحن بني البشر طبيعتنا التقلب

مشكور ابو محمد على المرور الكريم

وابداء الرأي الصريح

وانا معك بكل كلمة حكيتها

لاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

مشكور اخ صقر على المرور الكريم