يحكى أن تاجراً غنياً كان له كلبٌ وفيٌ، يستخدمه في الحراسة.
وكان التاجر يحسن معاملة الكلب،مما جعل الكلب يزداد وفاءً للتاجر يوماً بعد يوم.
وذات يوم،طلب التاجر من خادمه أن يجهز له الطعام ، فأسرع الخادم وأعد طعاماً شهياً، ثم وضعه على المائدة، وانصرف ليحضر بعض الأشياء الأخرى.
وكان الكلب واقفاً بالقرب من المائدة، فرأى منظراً مخيفاً..
رأى ثعباناً يدخل من الباب، ويصعد فوق المائدة، ويأكل من الطعام، ثم ينفث فيه من سمه القاتل. فجرى الكلب خلف الثعبان، وحاول ؟أن يفتك به،لكنه خرج سريعاً، واختفى في جحر عميق في حديقة المنزل .
وأثناء هذه الأحداث دخلت فتاة خرساء، فشاهدة الثعبان،
ورأت ما فعله، ولكنها خافت ولم تستطيع أن تفعل شيئاً، فخرجت مسرعةً تبحث عن أحد؛ لتخبره بما حدث.
وبعد لحظات، حضر التاجر، وجلس ليتناول الطعام، فجرى الكلب نحوه، ووقف قريباً منه، وهو ينبح محاولاً أن ينبهه إلى ما حدث.
ولكن التاجر لم يفهم حقيقة الأمر، وظن أن الكلب جائع فقدم له بعض الطعام لكن الكلب ابتعد عن الطعام،ولم يأكل منه، وظل ينبح بشدة
فتعجب التاجر، ولكنه لم يهتم، ومد يده نحو الطعام، فقفز الكلب بسرعة إلى المائدة،وأكل من الطعام، فسقط ميتاً، فألقى التاجر الطعام من يده قبل أن يأكل منه، ووقف مذهولاً مما حدث.
وفي هذه اللحظة،جاءت الفتاة الخرساء،ومعها بعض الخدم، فأشارت إليهم لتبين لهم ما حدث، فعرف التاجر حقيقة الأمر، وعلم مقدار وفاء كلبه له، الذي ضحى بنفسه من أجل التاجر.
فتأثر التاجر بما فعله الكلب الوفي، وقال لخدمه: هذا قد فداني بنفسه؛ ولذلك سوف أقوم بدفنه إكراماً له،لأنه آثرني على
نفسه .[b]