نتألم
للمناظر الدامية التي تطالعنا بها وسائل الإعلام صباح مساء ، نتأذى لمناظر القتلى
من الأطفال والشيوخ والنساء ، نبكي لمناظر الدم والأشلاء ، وإنه لأمر عظيم وخطب
جلل .
ونحن
إذ نأسى لما يصيب إخواننا من القتل والدمار ، وما يصيب أمتنا من الامتهان والعار
فإننا بنظرة واحدة في كتاب الله وسنة رسول الله e لنتفاءل بنصر الله سبحانه رغم كل المآسي والصعاب . فقد قال تعالى:
] كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ
لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن
تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ
تَعْلَمُونَ [ وقال e : (عجبا لأمر المؤمن،
إن أمره كله خير، وليس ذاك لاحد إلا للمؤمن )
لو
تأملنا فيما يحصل لوجدنا الكثير من الخير ، فإن ما يحصل لإخواننا هو إما شهادة أو
كَلْم في سبيل الله وكل ذلك مأجورون عليه بإذن الله تعالى . وأما من جهة سائر أمة
الإسلام :
·
فقد جمعت شعوب المسلمين على صف واحد
وخندق واحد من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب ] وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ
مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ
أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [
·
جمعت المسلمين على القنوت والدعاء وذكر
الله فلا يكاد يخلو مسجد على وجه الأرض من قنوت ودعاء وذكر لله سبحانه وتعالى .
·
أحيت قضية فلسطين السليبة والحق المغتصب
في قلوب المسلمين بل في قلوب الناس جميعاً ، ولو أن المليارات أنفقت على إعلامياً
على حشد تأييد لهذه القضية ما بلغت معشار ما فعلته هذه الحرب .
·
أكدت ربط القضية بالإسلام والمسلمين كما
ربط الله سبحانه بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى بقوله: ]
سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ
الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ
مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ [ .
·
أظهرت الأمور على حقائقها واضحة جلية
وبينت العدو الحقيقي من الصديق الحقيقي وأكدت أن اليهود الصهاينة لم يكونوا في يوم
من الأيام أصحاب سلام أو رعاة مبادئ أو يقيمون وزناً للعهود والمواثيق .
·
أعادت إلى الأذهان والأفكار حديث الجهاد
والشهادة بعد أن كاد يغيب نجمه عن جموع غفيرة من أبناء المسلمين .
·
جعلتنا نعيش تفسيراً واقعياً لبعض آيات
القرآن الكريم ومنها :
-
] إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ
قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ
اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ
الظَّالِمِينَ [
-
] أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ
وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ
الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ
آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ [
-
] أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ
وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ[
-
] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ
تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ
وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي
الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ [
-
] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ
كَفَرُواْ وَقَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُواْ فِي الأَرْضِ أَوْ كَانُواْ
غُزًّى لَّوْ كَانُواْ عِندَنَا مَا مَاتُواْ وَمَا قُتِلُواْ لِيَجْعَلَ اللّهُ
ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ وَاللّهُ يُحْيِـي وَيُمِيتُ وَاللّهُ بِمَا
تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَلَئِن قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَوْ
مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ [
·
أحيت أحاديث لرسول الله e نسيها الكثير من أبناء الأمة ومنها :
- ( من مات ولم يَغْزُ، ولم يحدثْ نفسه بالغزو؛ مات على شُعْبَة
من
النفاق
)
-
(من جهز غازيا فقد غزا ومن خلفه في أهله بخير فقد غزا )
-
(لا
هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية )
-
(إذا تبايعتم بالعينة و أخذتم أذناب البقر
و رضيتم بالزرع و تركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم
)
-
(يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق
كما تداعى الأكلة إلى قصعتها قيل : يا رسول الله ! فمن قلة يومئذ ؟ قال : لا و لكنكم
غثاء كغثاء السيل )
ألا نرى بعد ذلك كله تفسيراً واضحاً لقوله تعالى :
] وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ [
وبياناً وافياً لقوله e
: (عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله خير )