علي الشحود
أتقبل المزاح : نقاط : 17070 0
| موضوع: حملوا كتابي المهَذَّبُ في فضائلِ الشَّام )) للشاملة 3 + بي دي إف 9/4/2009, 20:43 | |
|
الطبعة الأولى
1430هـ -2009 م
(ماليزيا -(بهانج- دار المعمور ))
((حقوق الطبع لكل مسلم ))
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين،والصلاة والسلام على سيد المرسلين،وعلى آله وصحبه أجمعين،ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد :
فإن فضائل الشام كثيرة ومتنوعة،قد وردت في القرآن والسنة،وقد كتب فيها العديد من أهل العلم،ومن أهمهم الحافظ ابن عساكر في تاريخ دمشق،والربعي،والمقدسي،وكتب فيها بعض العلماء المعاصرين .
وقد كتبت في ذلك كتاباً منذ عشرين عاماً سميته (( خلاصة الكلام في فضائل الشام )) ولكنه بقي مخطوطا....
كتب زين الدّين بن نجيّة الواعظ كتاباً إلى صلاح الدّين( الأيوبي رحمه الله ) يشوّقه إلى مصر ويصف محاسنها،ومواطن أنسها،فكتب إليه السلطان..: ورد كتاب الفقيه زين الدّين: لا ريب أنّ الشام أفضل،وأنّ أجر ساكنه أجزل،وأنّ القلوب إليه أميل،وأنّ زلاله البارد أعلّ وأنهل،وأنّ الهواء في صيفه وشتائه أعدل،وأنّ الجمال فيه أجمل وأكمل،وأنّ القلب به أروح،وأنّ الروح به أقبل. فدمشق عاشقها مستهام،وما على محبّها ملام. وما في ربوتها ريبة،ولكلّ نور فيها شيبة،وساجعاتها على منابر الورق خطباً قطرب،وهزاراتها وبلابلها تعجم وتعرب،وكم فيها من جواري ساقيات،وسواقي جاريات،وأثمار بلا أثمان،وفاكهة ورمّان،وخيرات حسان،وكونه تعالى أقسم به فقال: {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ} (1) سورة التين ،يدلّ على فضله المكنون. وقال - صلى الله عليه وسلم - :" الشَّامُ صَفْوَةُ اللَّهِ مِنْ بِلادِهِ ، يَسُوقُ إِلَيْهَا صَفْوَةَ عِبَادِهِ" (¬1) . وعامّة الصحابة اختاروا به المقام. وفتح دمشق بكر الإسلام. وما ينكرُ أنّ الله تعالى ذكر مصر،لكنّ ذلك خرج العيب له والذّمّ. ألا ترى أنّ يوسف عليه السلام نقل منها إلى الشام (¬2) . ثم المقام بالشام أقرب إلى الرّباط،وأوجب للنشاط. وأين قطرب المقطّم من سنا سنين وأين دار آصف لمن ذروة الشرف المنير،وأين لبانة لبنان من الهرمين وهل هما إلاّ مثل السّلعتين،وهل للنّيل مع طول نيله وطول ذيله برد بردى في نقع العليل وما لذلك الكثير طلاوة هذا القليل. وإن فاخرنا بالجامع وفيه النّسر،ظهر بذلك قصر القصر،ولو كان لهم مثل بانياس،لما احتاجوا إلى قياس المقياس،ونحن لا نحقر الوطن كما حقرته،وحبّ الوطن من الإيمان،ونحن لا ننكر فضل مصر،وأنّه إقليم عظيم،ولكن نقول كما قال المجلس الفاضليّ: إنّ دمشق تصلح أن تكون بستاناً لمصر. والسّلام. (¬3)
والقدامى قد ذكروا كل ما ورد من أحاديث وأخبار،وفيها الصحيح والحسن والضعيف والمنكر بل والموضوع .
وأمَّا من كتب عنها من المعاصرين إما أنه سلك مسلك القدامى فأورد كل ما حاء فيها بعجره وبجره،وإما أنه سلك مسلك المتشددين في قبول الأخبار فردَّ بعض الأخبار الثابتة أو تعسَّف في تأويلها بخحة حماية السنَّة النبوية والدفاع عنها،فوقع بخطأ أيضاً .
ومناهج العلماء تختلف جرحا وتعديلاً،كما أنها تدور بين المتشدد والمتساهل والمعتدل .
فلو أخذنا بمنهم المتساهلين لأدخلنا في السنة ما ليس منها .
ولو أخدذنا بمنهج المتشددين لضعَّفنا كثيرا من الأحاديث التي صححها أو حسنها العلماء السابقون .
والحكمُ على الحديث جرحاً وتعديلاً قائمٌ على غلبة الظنِّ،وليس على القطع واليقين،ومن ثمَّ فقد يصحح بعض العلماء حديثاً لما يغلب على ظنه أن رجاله ثقات،فيأتي عالم آخر فيضعِّفه لأنه يرى أن فيه علةَّ قادحةً تمنع من صحته،وهذا كثير جداً ...
هذا وقد اعتدت أن أسير في سائر كتبي وأبحاثي وفق المنهج الوسط،الذي لا يتشدد في قبول الأخبار ولا يتساهل ...
وقد تجد أيها - الأخ الكريم - في كثير من كتبي حديثاً قد صححته أو حسنته،بينما ضعفه عالمٌ آخرُ .
فهذا أمرٌ طبيعيٌّ تبعاً للمنهج الذي سار عليه كلُّ واحدٍٍ منا .
والسبب في ذلك يعود لعدة أمور :
فقد يكون الذي ضعفه أخذ بأشدِّ ما قيل في الراوي جرحاً فضعَّف الحديث بسببه .
وقد يكون في السند راو مختلفٍ فيه جرحاً وتعديلاً فرجَّح الجرح فضعَّفه .
وقد يكون السبب أنه لم يطلع إلا على تلك الرواية التي فيها هذا الضعيف ولم يكن له متابعاً ...
وقد يكون السبب اختلاف في فهم القواعد والضوابط التي وضعت في الجرح والتعديل ..كالرفع والوقف والوصل والإرسال،والإدراج أو عدمه ..
وقد يكون السبب الاختلاف في فهم المصطلحات الخاصة في الجرح والتعديل كما في تقريب التهذيب للحافظ ابن حجر رحمه الله،فقد حصل اختلاف كبير في العديد من مصطلحاته، وقد فصَّلت ذلك في كتابي (( الحافظ ابن حجر ومنهجه في تقريب التهذيب ))
وهناك أسباب أخرى عديدة لا مجال لتفصيلها الآن ...
والذي يصحح حديثاً أو يحسِّنه لا يلزمُ بذلك سوى نفسه كأئمة الاجتهاد،فليس قول مجتهدٍ بحجةٍ على مجتهد آخر .
وكم أتمنَّى أن نسير جميعاً وفق المنهج الوسط الذي سار عليه جمهور السلف والخلف،لا منهج الإمام ابن الجوزي - رحمه الله - الذي أدخل في كتابيه الموضوعات والواهيات كثيرا من الأحاديث الثابتة؛لأنه كان يأخذ بأشد ما قيل في الراوي المختلف فيه،ولا منهج الإمام السيوطي - رحمه الله - الذي أدخل في كتبه كثيرا من الأحاديث المنكرة والواهية والموضوعة ، فقد كان متساهلاً جدًّا..
وأحاديث الفضائل قد تساهل فيها العلماء،ولكن هذا التساهل له شروطه وضوابطه التي فصَّلتها في كتابي (( الخلاصة في أحكام الحديث الضعيف ))
وقد نهجت في غالب تخريجاتي الاختصار في الحكم على الحديث مثل صحيح أو صحيح لغيره أو حسن أو حسن لغيره أو ضعيف أو صحيح مرسل أو حسن مرسل ونحو ذلك،ولم أذكر في الغالب علة الحديث .
وعلى ذلك سار أكثرُ أهل العلم من السلف والخلف ..
ولم أستقصِ مخرِّجيه إلا إذا كانت هناك حاجةٌ متعبرة فأفصِّلُ في التخريج والحكم على الحديث ...
وعامة الناس لا يلزمهم ذلك،وأمَّا مَن كان من طلاب العلم المهتمين في التخريج وشكٍّ في حكمٍ ماعلى حديث ما أو أحبَّ الاطلاع عليه ، فعليه قبل أن يحوِّلَ شكَّه إلى يقين وقبل المسارعة في الإنكار القيام بالأمور التالية :
الأول - الرجوع لمصدر الحديث نفسه والنظر في سنده ..
والثاني - البحث عن أقوال أهل العلم - القدامى والمحدَثين - حول هذا الحديث بعينه ...
والثالث- البحث عن شواهد وطرق الحديث التي بلفظه أو بمعناه..
فسيصل بعدها -بعون الله تعالى - إلى برِّ الأمان ويزول الشك باليقين .
فنحن لسنا بمعصومين من الوقوع في الخطأ أو الوهم أو قصور النظر { وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ} (76) سورة يوسف .
والواجبُ على طالب العلم إنْ رأى شيخه أو غيره قد وهَم في الحكم على حديث ما أن يلتمس له العذر في ذلك،لا أن يسارع بالإنكار عليه والتحذير منه !!
وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه النفيس (( رفع الملام عن الأئمة الأعلام )) عشرة أسباب في إعذار الفقهاء في ترك العمل بحديث ما .
قال في مقدمة كتابه هذا : " وَلِيُعْلَمَ أَنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ مِنَ الْأَئِمَّةِ الْمَقْبُولِينَ عِنْدَ الْأُمَّةِ قَبُولًا عَامًّا يَتَعَمَّدُ مُخَالَفَةَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي شَيْءٍ مِنْ سُنَّتِهِ ؛ دَقِيقٍ وَلَا جَلِيلٍ ؛ فَإِنَّهُمْ مُتَّفِقُونَ اتِّفَاقًا يَقِينِيًّا عَلَى وُجُوبِ اتِّبَاعِ الرَّسُولِ،وَعَلَى أَنَّ كُلَّ أَحَدٍ مِنْ النَّاسِ يُؤْخَذُ مِنْ قَوْلِهِ وَيُتْرَكُ إلَّا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَلَكِنْ إذَا وُجِدَ لِوَاحِدِ مِنْهُمْ قَوْلٌ قَدْ جَاءَ حَدِيثٌ صَحِيحٌ بِخِلَافِهِ فَلَا بُدَّ لَهُ مِنْ عُذْرٍ فِي تَرْكِهِ .
وَجَمِيعُ الْأَعْذَارِ ثَلَاثَةُ أَصْنَافٍ :
أَحَدُهَا : عَدَمُ اعْتِقَادِهِ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَهُ .
وَالثَّانِي : عَدَمُ اعْتِقَادِهِ إرَادَةَ تِلْكَ الْمَسْأَلَةِ بِذَلِكَ الْقَوْلِ .
وَالثَّالِثُ : اعْتِقَادُهُ أَنَّ ذَلِكَ الْحُكْمَ مَنْسُوخٌ .
وَهَذِهِ الْأَصْنَافُ الثَّلَاثَةُ تَتَفَرَّعُ إلَى أَسْبَابٍ مُتَعَدِّدَةٍ ..." (¬4)
ثم قال بعد ذكر الأسباب العشرة : " وَفِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَحَادِيثِ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ لِلْعَالِمِ حُجَّةٌ فِي تَرْكِ الْعَمَلِ بِالْحَدِيثِ لَمْ نَطَّلِعْ نَحْنُ عَلَيْهَا ؛ فَإِنَّ مَدَارِكَ الْعِلْمِ وَاسِعَةٌ وَلَمْ نَطَّلِعْ نَحْنُ عَلَى جَمِيعِ مَا فِي بَوَاطِنِ الْعُلَمَاءِ،وَالْعَالِمُ قَدْ يُبْدِي حُجَّتَهُ وَقَدْ لَا يُبْدِيهَا ،وَإِذَا أَبْدَاهَا فَقَدْ تَبْلُغُنَا وَقَدْ لَا تَبْلُغُ ،وَإِذَا بَلَغَتْنَا فَقَدْ نُدْرِكُ مَوْضِعَ احْتِجَاجِهِ وَقَدْ لَا نُدْرِكُهُ ،سَوَاءٌ كَانَتْ الْحُجَّةُ صَوَابًا فِي نَفْسِ الْأَمْرِ أَمْ لَا." (¬5)
هذا وقد قسمت هذا الكتاب إلى تمهيد وثلاثة أبواب :
الباب الأول- الفضائل العامة للشام
الباب الثاني- فضائل بيت المقدس
الباب الثالث -فضائل بعض مدن الشام وجباله
وقد شرحت غريب الحديث،وعلقت على بعض الموضوعات بما يلزم،وفصَّلت القول في بعض المسائل الفقهية التي تنازع فيها أهل العلم .
وذكرت مصدر كل قول بهامشه .
قال تعالى : { وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ (127) قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (128) قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ (129) } [الأعراف : 127 - 129] (128) سورة الأعراف .
أسأل الله تعالى أن ينفع به كتابه وقارئه والدال عليه وناشره في الدارين .
الباحث في القرآن والسنة
علي بن نايف الشحود
في 24 رجب 1430هـ الموافق ل 17/7/2009 م
حملوه من هنا :
http://up.ahlalalm.net/ccfiles/nXe06184.rar
ومن هنا :
http://cid-3d4e3b5bad809b62.skydrive.live.com/self.aspx/%D9%83%D8%AA%D8%A8%D9%8A/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%87%D8%B0%D8%A8%20%D9%81%D9%8A%20%D9%81%D8%B6%D8%A7%D8%A6%D9%84%20%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A7%D9%85%20%D9%84%D9%84%D8%B4%D8%A7%D9%85%D9%84%D8%A9%203%20+%20%D8%A8%D9%8A%20%D8%AF%D9%8A%20%D8%A5%D9%81.rar
ـــــــــــــــ
(¬1) - المستدرك للحاكم (8555) حسن لغيره
(¬2) - سيمر حديثه في الكتاب
(¬3) - تاريخ الإسلام للإمام الذهبي - موافقة للمطبوع - (40 / 58)
(¬4) - مجموع الفتاوى لابن تيمية - (20 / 232) ورفع الملام عن الإئمة الأعلام بتحقيقي - (1 / 173) وفتاوى الشبكة الإسلامية معدلة - (2 / 3019) -رقم الفتوى 6787 اختلاف أقوال العلماء في المسائل الفرعية عن فقه وعلم لا عن جهل وهوى وفتاوى الشبكة الإسلامية معدلة - (4 / 967) رقم الفتوى 20876 أعذار الأئمة المعتبرين عند وجود قول جاء الحديث الصحيح بخلافه
(¬5) - مجموع الفتاوى لابن تيمية - (20 / 250) ورفع الملام عن الإئمة الأعلام بتحقيقي - (1 / 296) |
|
ابومحمد
العمر : 37 أتقبل المزاح : التوقيع : أحب الله جل علاه ومن حبي له أخشاه نقاط : 18556 9
| موضوع: رد: حملوا كتابي المهَذَّبُ في فضائلِ الشَّام )) للشاملة 3 + بي دي إف 10/12/2009, 16:38 | |
| |
|