جفاني البدرُ في الظــُلـَم ِ فبـِتُ الليل لم أنم
ِ
ورُحت أجول بالذكرى وأذرِفُ دمعة الألم ِ
وبات الحزن يخنـُقـُني وكفُ الحزن فوق فمي
كطفلٍ عشت ليلتها أضاع الدرب في الحرم ِ
يسير تصبُ أدمعه على خديه كالحمم
ِ
ويسأل كل من يلقى من الأعراب والعجم ِ
رأيتم والدي قولوا وأمي جاوبوا بلم
ِ
جفاني البدر فانطفأت شموعي وابتدا ألمي
أنا من أمةٍ وقفت وقوف الشامخ العلم ِ
أنا من أمةٍ سطعت بنور العلم والقلم
ِ
أنا من أمةٍ صنعت حياة العز للأمم ِ
أنا من أمةٍ حفظت حقوق الجار والرحم ِ
أنا منها وأفديها وأروي تربها بدمي
فضاع المجد يا ويحي كأن المجد كالحلم
ِ
أما سارت جحافلنا بسيرٍ ثابت القدم
ِ
تدك فلول كفارٍ وتقلع منبت السقم ِ
وتسحق كل طاغيةٍ وتفري كل مقتحم
ِ
أولى اليوم فارسنا وفر بقلب منهزم ِ
وتبقى أمتي تحيا بجرح ٍ غير ملتئم
ِ
أبعد العز نقبلها حياة الهُون والعدم ِ
أبعد بلوغنا هرماً نودع قمة الهرم ِ
فلا دمنا ولا كنا ولا عشنا بلا هِمم ِ
وأقسمنا نعيش بها ونحفظ حرمة القسم ِ