و هذه نبذة عن الثقة بالنفس في الاسلام
بسم الله الرحمن الرحيم
الإسلام مدرسة جامعة شاملة
منهاج متكامل
ورؤية شاملة للحياة البشرية والطبائع الإنسانية
يكفل العناية بحياة الإنسان الروحية
يدعم ركائز الإيمان في القلب
وقد عنى الإسلام بحياة الإنسان المادية والعقلية والروحية
وهو في ذلك حريص على تنمية جميع الجوانب في المسلم:
الأخلاقية والاجتماعية والفكرية.
ومن هذه الجوانب التي عنى بها الإسلام عناية كبيرة الجانب النفسي فلقد ذكرت كلمة " النفس " في القرآن الكريم أكثر من ثلاثمائة مرة وجعل فلاح الإنسان ونجاحه بتزكية نفسه وتطهيرها، وإقامتها على الطريق المستقيم،
قال - تعالى -: "وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا* قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا "(الشمس: 7-10).
والثقة بالنفس سبب لنجاح الإنسان وسعادته في الدنيا والآخرة،
وفى ساعة الحساب يظهر الإنسان الواثق من الإنسان الخائف المتذبذب وفى القرآن الكريم صور كثير لذلك
قال - تعالى -: " فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيهْ * إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيهْ* فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ * فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ " (الحاقة: 19-22)
فهذه صورة للواثق الذي أحسن العمل فأحسن الله له الجزاء،
أما الآخر
فإنه يقول: " وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيهْ* وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيهْ * يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ " (الحاقة: 25 27).
وفى الحياة نجد الواثق من نفسه هو الذي يتقدم الصفوف حينما يتأخر الآخرون ويجبنون.
حينما أصاب مصر الجدب في عهد " قطفير " ورأى ما رأى في منامه، وهرب كل مسئول من مسئوليته،
جاء نبي الله يوسف - عليه السلام - وقال للملك في نبرة الواثق: " اجْعَلْنِي عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ " (يوسف: 55).