- تقع قرية الفرقلس على بعد 40 كم شرقي مدينة حمص السورية ، على طريق تدمر ، أي أنها تقع على تخوم البادية السورية .أرضها سهلية تميل تدريجياً نحو الشمال خاصة تجاه الوادي . ترتفع ما بين 650-677 متراً عن سطح البحر وذلك على امتدادها الذي يبلغ 2كم .
- تتجمع مساكن البلدة إلى الشمال من طريق حمص - تدمر ، والطريق المتجه إلى مناجم الفوسفات . وكان التجمع السكاني الأول يبعد حوالي 1 كم عن الطريق المعبد ، ثم أخذ السكن المبعثر يتجه نحوه ، إذ أقيمت بجانبه محطتين للوقود ومركز للبريد وإدارة الناحية والإرشاد الزراعي ومستودعات الحبوب ، كما أقيم المركز الصحي على الطريق الواصلة بين البلدة القديمة والطريق . وأنشئ في أقصى شمال القرية خزان لمياه الشرب ومحطة للضخ والمقابر .
- تتركز وسط البلدة وعلى طرفها الشرقي عدة كنائس ومساجد . تخترقها طرق شبه منتظمة تتركز على شوارعها الرئيسية المناطق التجارية والسكنية .
- وهي بلدة قديمة واسمها مشتق من كلمتين ( بيت بروكليس ) الأولى : بيت كلمة سورية عريقة وهناك عشرات القرى التي يبدأ اسمها ببيت أما الثانية: بروكليس فالأغلب أنها لاسم شخصية رومانية كأن يكون قائد عسكري أو ما شابهه .
لكن الخوري برصوم أيوب في كتابه ( الأصول السريانية ) أعاد اسمها إلى الكلمتين السريانيتين :Firo و Mqalso أي الثمر الممدوح وهو رأي لا يستهان به .- ولقد عرفنا من كبار السن أن أراضيها كانت مزروعة قديماً بالكروم وأشجار الزيتون ، كما يخبرنا التاريخ أن أراضي القرى المحيطة بالفرقلس كانت ( خضراء شعراء) أي أن أشجارها كثيفة . وحولها أكثر من 20 رحى حجرية ضخمة لعصر العنب والزيتون .
وإلى يومنا هذا ما تزال توجد بعض من هذه المعاصر الضخمة في منطقة الفرقلس وجوارها (انظر الصورة إلى اليسار )، ولكن للأسف زالت هذه الكروم و لم يبق في الفرقلس حالياً أي زراعة شجرية تذكر . وتقتصر الزراعة على بعض الأراضي الصالحة لزراعة القمح والشعير
إن من الأسباب التي قضت على أشجار هذه المنطقة هو عدم الاستقرار قديماً فقد جرت على أرض الفرقلس معركة طاحنة بين الأمبراطور الروماني أورليان قائد الجيش الروماني وبين جيش الملكة زنوبيا ملكة تدمر سنة271م.إذ التقى الجيشان العظيمان في تلك البقعة بعد تراجع الجيش التدمري من حمص باتجاه تدمر فملأ الجيش الروماني سهول تلك البلاد وتلالها ووديانها فخربها ودمرها تدميراً فتشتت سكانها وغدت قاعاً صفصفاً .
- وفي العام 950 م جرت معركة دامية بين سيف الدولة الحمداني وقبائل العرب الثائرة التي كانت قد أسرت الأمير أبو وائل الحمداني على عهد سيف الدولة ، فهزمهم أولاً في السلمية ثم تتبعهم إلى الغنثر و الحدث ( و هذه كانت قرى سريانية وهي خالية حالياً من المسيحيين ) ثم وصل إلى
الفرقلس وتدمر حتى
الجباة و هكذا دمر البلاد ومروجها ، وردم آبارها واقتلع أشجارها وخرب القرى والمزارع خراباً وتركها سهلاً يباباً
.
- وعلى أثر تلك النكبات والحروب تفرق شمل سكان تلك القرى ولاذ أهلها بأقرب القرى مثل صدد والقريتين وحمص واندمجوا مع أهلها
.
الفرقلس الحديثة :
نستطيع أن نقسم أهل الفرقلس حتى أواخر ثمانينات القرن العشرين إلى ثلاث فئات متساوية :
1- ثلث أتى من القريتين وهم مسلمون .
2- الثلث الثاني أتوا من مهين وهم مسلمون أيضاً .
3- الثلث الثالث أتى من صدد و الفحيلة وزيدل والقريتين وهم
مسيحيون : و الأخيرين وفدوا إلى الفرقلس في أوائل القرن التاسع عشر . وعاشوا مع سكانها بتفاهم وساد
الفرقلس جو من التعايش الديني الأخوي فكم من مرة زار مخاتيرها المسلمون البطاركة السريان وخصوصاً
البطريرك أفرام الأول برصوم ( 1932 - 1957 ) لما نقل مقر البطريركية إلى حمص وكم من مرة نزل البطريرك أفرام ضيفاً على مختار الفرقلس المسلم .وكبار السن في الفرقلس يشهدون على تلك المواقف ويتذكرونها بكل فخر .
وفي الثمانينات بدأ المسيحيون بالنزوح عن الفرقلس بحثاً عن عيش أفضل نظراً لطبيعة الفرقلس الصحراوية فسكنوا زيدل وفيروزة بشكل أساسي إضافة للمدن السورية الكبرى ومن هذه العائلات نذكر :
آل النعّوم - السطاح -السمعان - حبّابة - حنـّون - السلامي - وغيرها .
واليوم لم يبقى في الفرقلس سوى عائلة مسيحية واحدة .
كنائس الفرقلس
1- كنيسة مارجرجس للسريان الأرثوذكس :
بدء العمل ببنائها سنة 1960 حيث بنيت من اللبن (تراب + قش+ ماء ) ذو الحجم الكبير فأنجزوها في ثلاث سنين حيث دشنها المطران ملاطيوس برنابا عام 1963 م بحفلة رائعة حضرها كهنة الأبرشية ووجها ومشايخ المنطقة
.
أشهر من خدم هذه الكنيسة الراهب اسحق توكمجي الذي كان يجله المسيحيون والمسلمون معاً ولشدة ما كان محبوباً بين أهلها دفن بعد موته في الكنيسة وقبره مصان فيها ويتشفع به أهل المنطقة على اختلاف مللهم
.
كما خدم فيها القس بهنام بن الياس عبد اللطيف الصددي في ستينات القرن العشرين
.
وبعد نزوح المسيحيين قرر المطران برنابا المذكور منح الكنيسة إلى الأوقاف الإسلامية دليل التعايش وروح المحبة الأخوية بين المسيحيين والمسلمين لكن المسلمين لم يحركوا ساكناً بها حتى اليوم احتراماً للراهب المدفون فيها ، فضلاً على أن بناء الكنيسة على وشك الانهيار .
2- كنيسة السيدة العذراء للسريان الكاثوليك :
وهي صغيرة وبنائها إسمنتي وواقعة في فناء أحد البيوت ومع أن البيت خلا من أصحابه إلا أن الكنيسة ما تزال بيد الطائفة هي والبيت .
وممن خدموا هذه الكنيسة القس إبراهيم بن جرجس لطيّف ( سمعان ) الذي رسمه المطران يوسف جرجي عام 1925 لكنيسة الفرقلس .
ويوجد بالفرقلس عدة جوامع واحد قديم والبقية عمارتها أحدث .
المصدر موقع زيدل