مشهد يستوقفني دائما
وربما استوقفك هذا المشهد عدة مرات , فبينما انت تسير في الشارع فإذا بك تسمع تعاليا للأصوات من قبل شخصين وترتفع الشتائم بينهما فتسرع متجها نحو مصدر الصوت والضجيج لأنه قد جال في خاطرك أن معركة قد نشبت بين هذين الشخصين فإذا وصلت الى مكان المعركة واذا بك تفاجئ بشخصين جالسين وربما يتناولان الشاي فتسأل عن سبب ارتفاع صوتيهما فيجيبان معاَ أنهما كانا
يتحاوران و يتناقشان في مسألة ما . فسبحان الله متى كان الحوار يتم بهذه الطريقة بل ولتحمد الله أن هذا الحوار !!!! ,قد انتهى على هذه الحالة لأنه في أغلب الأحيان تنتهي حواراتنا بزعل المتحاورين ومقاطعتهما لبعضهما لعدة أسابيع . فيتضح لك أن هاذين الشخصين بعيدين كل البعد عما أسمياه حواراً بل سمه ماشئت عدا حواراً لأن الغاية من الحوار إقامةُ الحجة ، ودفعُ الشبهة والفاسد من القول والرأي . فهو تعاون من المُتناظرين على معرفة الحقيقة والتَّوصُّل إليها ، ليكشف كل طرف ما خفي على صاحبه منها ، والسير بطرق الاستدلال الصحيح للوصول إلى الحق , أما مارأيته فإنه يوصل الى العداوة و المشاحنة وبأهون الظروف تكون قد خسرت من وقتك - هذا ان كان عندنا من أهمية للوقت - ما يكفي دون الوصول الى أية نتيجة . فهل هذا بسبب أننا لانملك وسائل وأدوات الحوار الصحيح أم لأننا لم نعرف المعنى العلمي والصحيح لكلمة حوار ؟؟؟
ومما جعلني أشير الى هذه المشكلة هو أن الحوار هو الوسيلة الأكثر استخداما لطرح ومناقشة أفكارك مع الآخرين وبالتالي فان لم تكن قادرا على ممارسة الحوار الصحيح فلن نستفيد من أفكارك وآرائك ولن تستفيد من أفكار الآخرين .
وبالتالي لحل هذه المشكلة لابد من معرفة المعنى الحقيقي لكلمة حوار , وامتلاك وسائله وأدواته , ومعرفة الأخطاء التي نقع بها عند الحوار .
فنرجوا ممن لديه تصور عن كيفية قيام الحوار الصحيح بأن يشاركنا برأيه لنتوصل لحل ممكن التطبيق لهذه المشكلة