التخاطب المؤثر :
عادة ما تحتاج لإلقاء كلمات رسمية أو غير رسمية خلال الاجتماعات وتوجيه خطب لجماعات من الأفراد في المؤتمرات وغيرها. ولكي تتمكن من توجيه الخطاب على نحو جيد أمام جمع فهناك مهارة إدارية ضرورية يجب عليك اكتسابها وتطويرها.
وهناك ثلاث عوامل للتخاطب المؤثر هي:
التغلب على الاضطراب
الإعداد المتقن
حسن توصيل المعلومات
التغلب على الاضطراب
بعض الاضطراب شيء جيد ، فهو يجعلك مستعد ويجعل مادة الأدرينالين تتدفق مما يجعل أدائك عاليا. ولكن الاضطراب المفرط يقوض فاعليتك ومن ثم يجب السيطرة عليه.وتتمثل الأسباب الشائعة للاضطراب المفرط في : الخوف من الفشل والخوف من أن تبدو غبيا ، أو من الانهيار، أو الإحساس بالروتين والرهبة من وقوف المتحدث معزولا عن باقي الجماعة،وللتغلب على هذه المخاوف فهناك ثلاثة أشياء يجب أن تتذكرها وستة
أشياء لتفعلها.
ثلاثة أشياء تتذكرها عند الاضطراب
كل شخص يمكن أن يكون عرضة للاضطراب فهو أمر طبيعي وجيد للأسباب السالف ذكرها.
مستويات التخاطب عادة ما تكون منخفضة ،ويمكن فعل ما هو أفضل من أشخاص أخرين.
لديك شيء لتساهم به ولولا ذلك فلماذا وجهت إليك الدعوة للحديث؟
ستة أشياء لعملها عند الاضطراب
الممارسة.بأن تنتهز كل فرصة متاحة أمامك للحديث أمام مجموعة من الناس وكلما كررت ذلك كلما اكتسبت الثقة المطلوبة لهذه المواقف ويجب عليك أن تطلب النقد البناء بإلحاح وحسن أدائك في ضوئه.
اعرف الموضوع محل الحديث. بأن تحصل على الحقائق والأمثلة والرسومات التوضيحية التي تحتاج أن تستخدمها.
اعرف جمهورك. من سيكون هناك؟ ماذا يتوقعون أن يسمعوا؟ وما هو الشيء الذي يريدون أن يخرجوا به من الاستماع إليك؟
اعرف هدفك.تأكد من أنك تعرف ما تريد تحقيقه،وإذا استطعت تخيل أن كل فرد من أفراد جمهورك قد خرج وتعلم شيئا جديدا سيستخدمه ويمارسه عمليا.
الإعداد والتحضير.
التدريب قبل الأداء.
الإعداد
امنح لنفسك وقتاً كافياً للإعداد بطريقتين:
الأولى : اترك لنفسك سعة من الوقت بدون ضغوط وابدأ في طريقة عملك ، وجهز أي مكان يمكنك فيه بحرية أن تطور أفكاراً جديدة عن الموضوع.
الثانية: يجب أن تترك لنفسك فسحة من الوقت للإعداد لكلماتك ، وهناك ثماني مراحل للإعداد هي:
1-الموافقة على الحديث:
لا توافق على الحديث ما لم تكن تعرف أن لديك شيء تقدمه لهذا الجمهور في هذا الموضوع.
2-أن يتم إبلاغك:
اجمع الحقائق والحجج المطلوبة للحديث من خلال تداعي الأفكار ، واكتب كل النقاط كما فكرت فيها وادرس الموضوع بإمعان ، ثم تحدث إلى زملائك وأصدقائك على سبيل التجربة ،واحتفظ بمقاطع وملفات عن موضوعات قد يجب عليك الحديث فيها.
3-قرر ماذا تقول:
ابدأ بتحديد أهدافك . هل هي الإقناع ، أو الإعلام لإثارة الانتباه،أو التحضير؟ثم اتخذ قرارك بشأن الرسالة الأساسية التي تريد توصيلها وتبني قاعدة الثلاثة ،فعدد قليل من الأشخاص يمكنهم اكتساب أكثر من ثلاثة أفكار جديدة في نفس الوقت.بسط حديثك لتضمن أن الثلاث نقاط الأساسية التي ترغب
في توصيلها مفهومة وواضحة ،وفي النهاية اختر الحقائق والحجج التي تبرز رسالتك بأفضل صورة.
لا تحاول مطلقا أن تحشد الكثير في خطابك ، فأكثر الأخطاء القاتلة التي يقع فيها المحدثون هي محاولة قول كل شيء يعرفونه ، فاختر وبسط استخدام قاعدة الثلاثة.
4-نظم خطابك:
البناء الجيد أمر حيوي . فهو يساعد على استمرارية الحديث ويجعل أفكارك تتدفق بسهولة ،ويعطي الحديث التوازن، وعلاوة على ذلك يمكنك من توصيل رسالتك. والطريقة التقليدية في تنظيم الحديث هي "إبلاغ الجمهور عما ستقوله - ثم أعد عليهم ما قلته"وهذا في الواقع تطبيق آخر لقاعدة الثلاثة كما تم تطبيقها فيما يتعلق بإثارة الانتباه.ومن المحتمل أن يستمع جمهورك فقط إلى ثلث ما تقوله.وإذا ما كررته ثلاث مرات بثلاثة طرق مختلفة فيسمعونك على الأقل مرة واحدة.
تعلمت في المدرسة بلا شك أن المقال يجب أن تكون له بداية ووسط ونهاية وينطبق هذا المبدأ بالضبط على الخطاب.
عالج وسط حديثك أولا ثم:
اكتب الرسالة الرئيسية في بطاقات منفصلة.
جدول النقاط التي ترغب أن توضحها في كل رسالة رئيسية.
وضح النقاط باستخدام الحقائق والأدلة والأمثلة واستخدم المفاهيم المحلية.
رتب البطاقات في تتابع مختلف ليساعدك في اتخاذ قرار بشأن أفضل طريقة لتحقق تأثير وتدفق للأفكار.
ارجع إلى بداية حديثك ، ويجب أن يكون هدفك هو جذب الانتباه وإثارة الاهتمام وكسب الثقة.
امنح جمهورك فكرة عما ستقوله وحدد الهدف من حديثك وما سيستفيدون من هذا الحديث .
وفي النهاية فكر كيف ستنهي حديثك ، والانطباعات الأولى والأخيرة مهمة للغاية. فكر ملياً في طول الحديث والحجج المستخدمة والاستمرارية فلا تتحدث أكثر من أربعين دقيقة فعشرين أو ثلاثين دقيقة هي أفضل مدة للحديث، فقليل جداً من المتحدثين يمكنهم الاحتفاظ بانتباه الجمهور لمدة أطول فعادة ما يصغي الجمهور باهتمام بالغ لبداية الحديث (ما لم تبدأ حديثك مرتبكاً) ولكن الاهتمام يضعف شيئا فشيئا حتى يدرك الجمهور أنك تدنو من نهاية حديثك، ثم يبدؤون في الانتباه من جديد ، ومن هنا تأتي أهمية الخاتمة.
وللاحتفاظ بانتباه الجمهور على مدار الحديث قدم ملخصات مؤقتة تعزز أقولك وعلاوة على ذلك أكد على النقاط الرئيسية بين الحين والآخر خلال حديثك وللاستمرارية نفس الأهمية . فيجب أن تبني مناقشتك بطريقة تدريجية حتى تصل إلى نتيجة إيجابية وواضحة.
قدم علامات وملخصات مؤقتة ، وأقسام متتابعة تقود جمهورك بطريقة طبيعية من نقطة إلى أخرى.
5- جهز علاماتك:
أفضل العلامات هي البطاقات البريدية التي تستخدم في إعداد الحديث ، ويجب أن تغطي كل بطاقة قسم واحد يتضمن العناوين الرئيسية ومن ثم تجنب استخدام كلمات كثيرة في كل بطاقة فهذا الأمر سيربكك تماما.
ويمكنك الإشارة بسهولة إلى هذا النوع من البطاقات من خلال حديثك دون تشتيت انتباه جمهورك ومع ذلك فإنها فكرة جيدة تماماً أن تكتب ملاحظاتك الافتتاحية والختامية بالكامل في بطاقات منفصلة.
ويمكنك بعد أن تتعلم ذلك عن ظهر قلب بما يضمن بداية موحية بالثقة وخاتمة إيجابية لحديثك.
6-جهز وسائل مرئية مساعدة:
إذا ما كان جمهورك لن يستوعب سوى ثلث ما تقوله فعليك أن تعزز رسالتك بوسائل مرئية مساعدة تخاطب أكثر من حاسة في نفس الوقت مثل الخرائط والشرائح لكن استخدمهم بصورة بسيطة وغير مبالغ فيها فاستخدم مرئيات كثيرة تشتت الذهن واستخدام كلمات أو تفاصيل كثيرة تشتت أيضاً ذهن الجمهور وتربكه وتجعله يمل.
7- التدريب قبل الأداء:
التدريب قبل الأداء أمر حيوي فهو يمنحك الثقة ويساعدك على الالتزام بتوقيت الحديث ويمكنك من إبراز ملاحظاتك الافتتاحية والنهاية والتنسيق بين الحديث والوسائل المرئية المساعدة.
تدرب على الأداء بنفسك عدة مرات ودون ملاحظات عن المدة التي يستغرقها كل قسم من الحديث ،واعتد على توسيع نطاق ملاحظاتك دون استخدام كلمات لا جدوى منها، ولا تكتب حديثك بالكامل وتقرأه أثناء التدريب حتى لا يبدو حديثك جامداً.
كما عليك أن تقف أثناء التدريب إذا ما كنت ستخاطب جمهورك واقفاً ويفضل البعض تسجيل ما يقولون لأنفسهم ولكن قد يكون ذلك غير مجدي فمن الأفضل أن يستمع إليك شخص ما، ويقدم نقداً بناءاً وقد يكون من الصعب تحقيق ذلك لكنه سيكون من الأفضل بالنسبة لك.
وفي النهاية حاول التدريب على الأداء في نفس الغرفة التي سوف تتحدث فيها واستخدم أدواتك المرئية المساعدة مع وجود شخص يسمعك للتأكد من أنه يمكن سماعك بوضوح.
8-افحص واعد الرتيبات في موقع الحديث:
افحص سلامة الوسائل المرئية المساعدة وتأكد من أنك تعرف كيف تستخدمها. إذا ما كنت تستخدم الشرائح في عرض متتابع افحص أغلبها للتأكد من صحة التتابع.وكن مستعداً لحدوث أي خطأ في المعدات حيث أنك قد تضطر للحديث بدون استخدامها .لهذا يجب ألا تعتمد كثيراً على الوسائل المرئية المساعدة .وقبل أن تبدأ حديثك تأكد من أن العلامات والوسائل المرئية المساعدة موجودة بالترتيب الصحيح وفي متناول يدك وليس هناك أسوأ من متحدث يرتبك في الحديث ويبحث في غير هدى عن الشريحة التالية التي سيستخدمها .
الإلقاء من خلال الإعداد التام لن يصيبك الفشل ولن تنهار ولكن الطريقة التي ستلقى بها الخطاب ستحدد الأثر الذي ستتركه على الجمهور ويعتمد الإلقاء الجيد على الأسلوب والهيئة .
الأسلوب يجب أن يصل صوتك إلى الأشخاص الذين يجلسون في الخلف ، وإذا أدركت أنك لن تكون مسموعاً اسأل لتتأكد من ذلك خشية فقد التركيز إذا ما صاح شخص قائلاً(ارفع صوتك).
غير في سرعة الإلقاء ومستوى الصوت والنبرة.
توقف قبل أن تبدأ الحديث عن نقطة رئيسية لإبرازها ، ثم مرة أخرى بعد ذلك حتى تتأكد من أنه تم استيعابها.
حاول أن تتحدث بلغة دارجة وتجنب الإلقاء المتـقعر،لهذا ولأسباب أخرى لا يجب عليك أن تقرأ حديثك . فإذا كنت على طبيعتك سينجذب إليك الجمهور على الأرجح.
قليل من الترويح سيكون أمراً جيداً إذا ما جاء بصورة طبيعية ،فالأشخاص يملون بسرعة عندما يشعرون أنهم في محاضرة ،ولكن لا تلقى النكات أبداً ما لم تكن بارعاً في هذا الأمر وكثير من المتحدثين المؤثرين والممتعين لا يستخدمون النكات مطلقاً.
يجب أن تكون الكلمات والجمل التي تستخدمها لجمهورك بسيطة وقصيرة.
تعد عيناك همزة وصل مهمة لجمهورك ،فانظر إليهم وقس ردود أفعالهم وعدل أداءك على أساسها ،فلا تنزعج إذا ما نظر الأشخاص إلى ساعاتهم ولكن عندما يبدؤون في هز ساعاتهم لمعرفة ما إذا كانت قد توقفت عن العمل فعليك وقتها أن تبدأ في القلق.
استخدم يدك في الإثارة والتوكيد فقط، وتجنب الحركة المبالغ فيها ،ولا تضع يديك في جيوبك.
قف بطريقة طبيعية وقامتك منتصبة ،فلا تقف بطريقة غير منتظمة تنم عن عدم اهتمام،وعليك أن تبدو وكأنك شخص متمكن، وإذا ما مشيت ذهاباً وإياباً مثل نمر سجين سوف تشتت انتباه جمهورك ،وسوف تتعثر في أي جهاز أو تسقط من على حافة المنصة.
الهيئة استرخ وأظهر ذلك وهيئ جواً من الثقة الكاملة في النفس ، فالاسترخاء والثقة يأتيان عن طريق الإعداد والممارسة.
لا تستخدم الوعظ أو تتعالي على جمهورك فإنهم يستاءون منك ويتحولون ضدك .
اظهر إخلاصك ويقينك فالإخلاص الواضح والإيمان برسالتك واليقين الإيجابي والحماسة في توصيل رسالتك كلها أشياء يعتد بها أكثر من أي أسلوب آخر.
الخاتمة يمكنك أن تتعلم كيف تصبح متحدث مؤثر بالممارسة ،ولهذا يجب أن تغتنم كل فرصة أمامك لتنمية مهارتك.
يمكن السيطرة على الاضطراب بالإعداد ومعرفة الأسلوب.
الإعداد الجيد يمثل أكثر من نصف المعركة.
المرجع : كيف تكون أكثر نجاحا المؤلف: ميشيل أرمسترونج..
أتقبل المزاح
موضوع: التخاطب المؤثر 
8/12/2007, 06:42
