*أذاقتني الأيام حزنَ الخنساء على صخر،فبكيتُ صخراً العمر كله
ومضى العمر، ومازال صخر جمرة عالقة في القلب.
*وأذاقتني الأيام وجعَ قيس، فرددتُ معَ قيس وخيوطُ الصبحِ تعتصر قلبي ألماً
"بربك:هل ضممتَ إليكَ ليلى.. قبيلَ الصبحِ أو..."
*وأذاقتني الأيام وهمَ الأمير الحمداني خلفَ جدران أسرهِ ،وهو يقاسم حمامةً همومه وأحزانه ويقول:
أيا جارتا ما أنصفَ الدهرُ بيننا ......تعالي أُقاسمُكِ الهمومََ تعالي
أنا أولى منكِ بالدمعِِ مقلةً.............ولكنَّ دمعي في الحوادثِ غالي
وتمرُّ الأيام وهو ينتظر ليلةً ظلماءَ تضخمُ غيابه لأهله ،وما من ليلةٍ ظلماءَ في هذا الزمان
يفتقد فيها البدر
*وأذاقتني الأيام غرور المتنبي فروّضتُ القلم، والخيل والليل،
والبيداء أنكرتني
*وأذاقتني الأيام كرم الطائي، فاستضفتُه في أحلامي بكرمِ الطائي
وذبحتُ له عمري وأطعمته قلبي، فلا ناقةَ لي في هذا الزمان
أُطعمُه إياها....ولا جمل
*وأذاقتني الأيام خفاءَ دعاء زكريا، وخوف انقطاع النسل واشتعال الرأس
بالشيب وحرقة المناجاة(ولم أكن بدعائكَ ربي شقيا)
*وأذاقتني الأيام يقينَ يعقوب بلقاءِ يوسف، فقضيتُ العمر أُحدثهم عن
يوسف وعن أحساسي بعودته،وقميصاً يلقيه البشيرُ علي فيرتَدَ قلبي بصيراً
*وأذاقتني الأيام وحدةَ يونس في بطن الحوت،فعشتُ وحيداً في ليالٍ
مظلمة بالحنين إليهم، كظلمةِ جوف الحوت لاشيئ معي سوى
الدعاء:(لا إله إلا أنتَ سبحانكَ إني كنتُ منَ الظالمين)
*وأذاقتني الأيام حسرةَ ابن الوليد، ومرارةَ موتِ الفراش ،في زمن الشهادة
وغصةَ ترديدٍ (فلا نامت أعينُ الجبناء)
*وأذاقتني الأيام شر حاسدٍ إذا حسد وشرَّ كيد النفاثاتِ في العقد،
فاحترقتُ بنارهنَّ ،حتى تفحمَ بكيدهِنَّ عمري..
......ف......ي......ا......د......د......ا......ي......ف......